~ اليتــــــــــــــــيم ~
خرج الأولاد مبتهجين، يصيحون ويلعبون، وقد لبسوا ثيابهم الجديدة
وكل واحد منهم يقول للآخر:
انظر إلى ثيابي الجديدة، وانظر إلى حذائي الجديد..
وعلى مقربة منهم جلس صبي صغير على الرصيف بثياب قديمة
وكان يبدو عليه الحزن.
رآه بدر فقال: انظر يا سالم، ذاك الطفل هناك، يبدو حزيناً
وثيابه قديمة.
قال سالم:هيا بنا نسأله عما به.. اقتربا منه ..
وبادره سالم فقال : يا صديقي، ما بك تجلس حزيناً؟
لماذا لا تشاركنا اللعب ولماذا تلبس ثيابك القديمة؟
لماذا لم تلبس ثياب العيد الجديدة؟ نظر الصبي بحزن إليهما وقال:
لا بد أن آباءكم هم الذين اشتروا لكم هذه الثياب الجديدة
وهم الذين أعطوكم النقود لتشتروا الألعاب ..
نظر بدر إلي سالم باستغراب وقال: طبعاً، فهذا أمر طبيعي.
قال الصبي: أما أنا فليس لي أب يشتري لي أي شيء..
فأنا يتيم.
حزن بدر وسالم لحال الصبي، فقال بدر لا عليك، فنحن إخوانك
وهذه عيديتي كاملة أهديها لك.
قال سالم: تعال معنا. انطلق الجميع إلى البيت
وأخبر سالم والده بما حصل .
رحب الأب بالصبي وقال له: أنت مثل أولادي، وسأشترى لك ثياباً جديدة
وألعاباً جميلة.
إنك فتى مسلم يا بني والإسلام حثنا على التكافل
فقد قال صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم)
وتذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتيماً ولم ير أباه..
قال بدر: يا عم، كلمت أصدقائي، وسيكون وليد صديقاً لنا جميعاً
وقد قررنا أن يشتري له كل واحد منا هدية جميلة بمناسبة العيد.
ابتسم وليد وقال: يا الله ما أسعدني، فإن أصدقائي الذين يحبونني
وأحبهم جعلوني أشعر كأن أبي معي ..
شكرا لكم جميعاً، وسأدعو الله تعالى أن يحفظكم
وأن يجعلني مسلماً صالحاً أساعد كل المسلمين.