ممنوع منالـــــــــكلام
مواطنوندونما وطن
مطاردون كالعصافير على خرائط الزمن
مسافرون دون أوراق ..وموتى دونما كفن
نحن بغايا العصر
كل حاكميبيعنا ويقبض الثمن
نحن جوارى القصر
يرسلوننا من حجرة لحجرة
من قبضة لقبضة
من هالكلمالك
ومن وثن إلى وثن
نركض كالكلاب كل ليلة
منعدن لطنجة
نبحث عن قبيلة تقبلنا
نبحث عن ستارة تسترنا
وعنسكن
وحولنا أولادنا
احدودبت ظهورهم في المعاجم القديمة
مواطنون نحن في مدائنالبكاء
قهوتنا مصنوعة من دم كربلاء
حنطتنا معجونة بلحم كربلاء
طعامنا ..شرابنا
عاداتنا ..راياتنا
زهورنا ..قبورنا
جلودنا مختومة بختمكربلاء
لا أحد يعرفنا في هذه الصحراء
لا نخلة.. ولا ناقة
لاوتد ..ولا حجر
لا هند ..لاعفراء
أوراقنا مريبة
أفكارنا غريبة
أسماؤنا لاتشبه الأسماء
فلا الذين يشربون النفط يعرفوننا
ولا الذين يشربون الدمعوالشقاء
,,,,*
معتقلونداخل النص الذي يكتبه حكامنا
معتقلون داخل الدين كمافسره إمامنا
معتقلون داخل الحزن ..وأحلى ما بناأحزاننا
مراقبون نحن في المقهى
وفى البيت
وفى أرحام أمهاتنا
حيث تلفتنا وجدنا المخبر السري فيانتظارنا
يشرب من قهوتنا
ينام في فراشنا
يعبث فيبريدنا
ينكش في أوراقنا
يدخل في أنوفنا
يخرج منسعالنا
لساننا ..مقطوع
ورأسنا ..مقطوع
وخبزنا مبلل بالخوف والدموع
إذا تظلمنا إلى حامى الحمى
قيل لنا : ممنـــوع
وإذاتضرعنا إلى رب السماء
قيل لنا : ممنـــوع
وإن هتفنا ..يا رسول الله كن في عوننا
يعطوننا تأشيرة من غير ما رجوع
وإن طلبنا قلماً لنكتب القصيدة الأخيرة
أو نكتب الوصية الأخيرة
قبيل أن نموت شنقاً
غيّرواالموضوع
,,,,*
ياوطني المصلوب فوق حائط الكراهية
يا كرة النار التيتسير نحو الهاوية
لا أحد من مضر ..أو من بنى ثقيف
أعطى لهذا الوطن الغارقبالنزيف
زجاجة من دمه
أوبوله الشريف
لا أحد على امتداد هذه العباءة المرقعة
أهداك يوماً معطفاً أو قبعة
يا وطني المكسور مثل عشبةالخريف
مقتلعون نحن كالأشجار من مكاننا
مهجرون من أمانيناوذكرياتنا
عيوننا تخاف من أصواتنا
حكامنا آلهة يجرى الدم الأزرق في عروقهم
ونحن نسل الجارية
لا سادةالحجاز يعرفوننا ..ولا رعاع البادية
ولا أبو الطيبيستضيفنا ..ولا أبو العتاهية
إذا مضى طاغية
سلمنا لطاغية
,,,,*
مهاجروننحن من مرافئ التعب
لا أحد يريدنا
من بحر بيروت إلى بحرالعرب
لا الفاطميون ..ولاالقرامطة
ولا المماليك …ولاالبرامكة
ولا الشياطين..ولاالملائكة
لا أحد يريدنا
لاأحد يقرؤنا
في مدن الملح التي تذبح في العام ملايينالكتب
لا أحد يقرؤنا
في مدنصارت بها مباحث الدولة عرّاب الأدب
مسافرون نحن فيسفينة الأحزاب
قائدنامرتزق
وشيخنا قرصان
مكومونداخل الأقفاص كالجرذان
لا مرفأ يقبلنا
لا حانة تقبلنا
لا امرأةتقبلنا
كل الجوازات التي نحملها
أصدرها الشيطان
كلالكتابات التي نكتبها
لا تعجب السلطان
,,,,*
مسافرونخارج الزمان والمكان
مسافرون ضيعوا نقودهم ..وضيعوامتاعهم
ضيعوا أبناءهم
وضيعواأسماءهم
وضيعوا انتماءهم
وضيعوا الإحساسبالأمان
فلا بنو هاشم يعرفوننا ..ولا بنوقحطان
ولا بنو ربيعة ..ولا بنوشيبان
ولا بنو "لينين" يعرفوننا
ولابنوريجان
,,,,*
ياوطني ..كل العصافير لها منازل
إلا العصافير التي تحترفالحرية
فهي تموت خارجالأوطان
- نــــــــــــزار قباني
مواطنوندونما وطن
مطاردون كالعصافير على خرائط الزمن
مسافرون دون أوراق ..وموتى دونما كفن
نحن بغايا العصر
كل حاكميبيعنا ويقبض الثمن
نحن جوارى القصر
يرسلوننا من حجرة لحجرة
من قبضة لقبضة
من هالكلمالك
ومن وثن إلى وثن
نركض كالكلاب كل ليلة
منعدن لطنجة
نبحث عن قبيلة تقبلنا
نبحث عن ستارة تسترنا
وعنسكن
وحولنا أولادنا
احدودبت ظهورهم في المعاجم القديمة
مواطنون نحن في مدائنالبكاء
قهوتنا مصنوعة من دم كربلاء
حنطتنا معجونة بلحم كربلاء
طعامنا ..شرابنا
عاداتنا ..راياتنا
زهورنا ..قبورنا
جلودنا مختومة بختمكربلاء
لا أحد يعرفنا في هذه الصحراء
لا نخلة.. ولا ناقة
لاوتد ..ولا حجر
لا هند ..لاعفراء
أوراقنا مريبة
أفكارنا غريبة
أسماؤنا لاتشبه الأسماء
فلا الذين يشربون النفط يعرفوننا
ولا الذين يشربون الدمعوالشقاء
,,,,*
معتقلونداخل النص الذي يكتبه حكامنا
معتقلون داخل الدين كمافسره إمامنا
معتقلون داخل الحزن ..وأحلى ما بناأحزاننا
مراقبون نحن في المقهى
وفى البيت
وفى أرحام أمهاتنا
حيث تلفتنا وجدنا المخبر السري فيانتظارنا
يشرب من قهوتنا
ينام في فراشنا
يعبث فيبريدنا
ينكش في أوراقنا
يدخل في أنوفنا
يخرج منسعالنا
لساننا ..مقطوع
ورأسنا ..مقطوع
وخبزنا مبلل بالخوف والدموع
إذا تظلمنا إلى حامى الحمى
قيل لنا : ممنـــوع
وإذاتضرعنا إلى رب السماء
قيل لنا : ممنـــوع
وإن هتفنا ..يا رسول الله كن في عوننا
يعطوننا تأشيرة من غير ما رجوع
وإن طلبنا قلماً لنكتب القصيدة الأخيرة
أو نكتب الوصية الأخيرة
قبيل أن نموت شنقاً
غيّرواالموضوع
,,,,*
ياوطني المصلوب فوق حائط الكراهية
يا كرة النار التيتسير نحو الهاوية
لا أحد من مضر ..أو من بنى ثقيف
أعطى لهذا الوطن الغارقبالنزيف
زجاجة من دمه
أوبوله الشريف
لا أحد على امتداد هذه العباءة المرقعة
أهداك يوماً معطفاً أو قبعة
يا وطني المكسور مثل عشبةالخريف
مقتلعون نحن كالأشجار من مكاننا
مهجرون من أمانيناوذكرياتنا
عيوننا تخاف من أصواتنا
حكامنا آلهة يجرى الدم الأزرق في عروقهم
ونحن نسل الجارية
لا سادةالحجاز يعرفوننا ..ولا رعاع البادية
ولا أبو الطيبيستضيفنا ..ولا أبو العتاهية
إذا مضى طاغية
سلمنا لطاغية
,,,,*
مهاجروننحن من مرافئ التعب
لا أحد يريدنا
من بحر بيروت إلى بحرالعرب
لا الفاطميون ..ولاالقرامطة
ولا المماليك …ولاالبرامكة
ولا الشياطين..ولاالملائكة
لا أحد يريدنا
لاأحد يقرؤنا
في مدن الملح التي تذبح في العام ملايينالكتب
لا أحد يقرؤنا
في مدنصارت بها مباحث الدولة عرّاب الأدب
مسافرون نحن فيسفينة الأحزاب
قائدنامرتزق
وشيخنا قرصان
مكومونداخل الأقفاص كالجرذان
لا مرفأ يقبلنا
لا حانة تقبلنا
لا امرأةتقبلنا
كل الجوازات التي نحملها
أصدرها الشيطان
كلالكتابات التي نكتبها
لا تعجب السلطان
,,,,*
مسافرونخارج الزمان والمكان
مسافرون ضيعوا نقودهم ..وضيعوامتاعهم
ضيعوا أبناءهم
وضيعواأسماءهم
وضيعوا انتماءهم
وضيعوا الإحساسبالأمان
فلا بنو هاشم يعرفوننا ..ولا بنوقحطان
ولا بنو ربيعة ..ولا بنوشيبان
ولا بنو "لينين" يعرفوننا
ولابنوريجان
,,,,*
ياوطني ..كل العصافير لها منازل
إلا العصافير التي تحترفالحرية
فهي تموت خارجالأوطان
- نــــــــــــزار قباني