يمه حصة هل كنتِ بنا يوم الخميس تشعرين !
هل كانت روحك بين الحاضرين !
أتعلمين !
اليوم أقاموها حفلة عشاء .. لكِ ..
ودعوا لها كل قريب ,
أخوتك , إخوانك , أبنائك , بناتك , أحفادك , وحفيداتك ..
وكل من كان لها صلة بك وتحبينه ..
فهل كنتِ بنا تشعرين !
أتعلمين كم هو موجع عندما امتلأ المجلس بشقيقاتك , وكان ينقصه أنتِ !
أتعلمين حجم الفقد الذي يتسع بنا كل يوم بفراقك ورحيلك !
أتعلمين حجم المعاناة حين نتذكر وجودك سيدة لنا تأمرين وتنهين !
أتعلمين كم هو مؤلم نزف الدمع في اجتماع كـ هذا ..
والسبب .. أننا نفتقدك بين الحاضرين !
أليم , موجع , مهلك !
حين ينادون بأن هناك جميع أشقائك وشقيقاتك يريدون السلام علينا ..
وحين نضع أقدامنا . !
لا نشعر إلا بمزيد من الاختناق , الألم , الوجع !
فكلهم يصطفون واحدا خلف الأخر .. إلا أنتِ !
لم تكوني حاضرة حتى تعرفيهم على حفيداتك !
يمه حصة .. هل كنت بنا يوم الخميس تشعرين !
حين أسكب فناجين القهوة لضيوفك الليلة ,
كنت أستشعر أنكِ هناك بعيدًا تأمريني ..
وتفتخرين بنا كـ أحفاد ..
كنت أخايل نفسي أنكِ فجأة ستكوني واحدة من هؤلاء الحضور ..
وتقولين لنا : ليس بعد اليوم رحيل !
لـِما انتهى العشاء وأنتِ غائبة أجيبيني !
ألهذا الوقت كان الرحيل ظالما ويحرمنا إطلالتك !
يمه حصة هل كنتِ بنا تشعرين !
وتحضرين معنا هذا العشاء كما حدث في القريب البعيد ..
حين حدثوني عن حلم حفيدتك ,
" أمي حصة جت وحضرت الاجتماع .. ولما سألتها كيف حضرتي ..
جاوبت : أبحضر معكم العشاء وأرجع "
حضرتِ الاجتماع الذي يسبق هذا .. ولكن بـ روحك . !
فهل كنتِ لنا يوم الخميس زائرة لنا !
يمه حصة هل كنتِ بنا اليوم تشعرين !
حين كنت هذا اليوم بأشد حالات المكابرة على حزني ..
فقط أتخيل أنك تنظرين إلينا من طرف خفي ,
ولم أشأ أن أكدر عليك بحزني ..
فـ دائما ما يقولون لي : [ الأموات بنا يشعرون .. فلا تبكون .. ]
أستطيع أن أحجب دمعي طوال الدهر إن كان في ذلك رضاك , وسعادتك ..
ولكن يوخزني الحنين لكِ .. ويؤلمني ..
أتريدين مني أن أحتمل !
يمه حصة هل كنتِ بنا يوم الخميس تشعرين !
وكنتِ تشعرين بحجم الحنين التي طغى على شقيقاتك أن يجتمعوا على مائدة باسمك ينقصها أنتِ !
هل كنتِ تتأذين من دمعي أو دمع أمي أو دمع أبنائك ! !
أرجوك .. لا تؤذيك فهي السبيل لنا بعد الرحيل !
يمه حصة .. أتعلمين !
أنني أكتبها لك اليوم رساله أعلم أنها لن تصل !
ولكني موجوعه بداء الحنين .. ولا يشفي دائي سوى اللقاء ..
وأنني لـ التــو أيقنت تمامـًا بأن :
" الموت لا يوجع الموتى , الموت يوجع الأحياء "
بقلم : نيران عبد الرحمن
المقصودة هنا : والدة عبدالرحمن الفراج (ابوزياد)
